هل يتحول التهديد الإيراني المتراجع إلى خطر تركي على إسرائيل؟

هل يتحول التهديد الإيراني المتراجع إلى خطر تركي على إسرائيل؟
تل أبيب - تتزايد المخاوف في الأوساط السياسية الإسرائيلية بشأن تحول ميزان التهديدات الإقليمية، حيث تبرز تركيا كقوة منافسة قد تشكل تهديدًا جديدًا لإسرائيل، في ظل تراجع الخطر الإيراني. تشير تقارير غير رسمية ومناقشات داخلية إلى احتمال ظهور محور يمتد من أنقرة مرورًا بدمشق وصولًا إلى القاهرة، مع دعم تركي للحكومة السورية الجديدة والميليشيات المتحالفة معها.
مصر وإسرائيل: تحولات في العلاقات؟
إدراج مصر، التي تربطها بإسرائيل معاهدة سلام منذ 45 عامًا، ضمن هذه التهديدات المحتملة يثير تساؤلات كثيرة. تقارير استخباراتية إسرائيلية تشير إلى تعزيزات عسكرية مصرية غير معتادة على الحدود، رغم تأكيد القاهرة أن هذه القوات مخصصة لمحاربة الإرهاب في سيناء.
في سبتمبر الماضي، أجرت مصر تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في سيناء، ما أثار قلق إسرائيل. رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، هيرتسي هاليفي، وصف القوة العسكرية المصرية بأنها "مقلقة للغاية"، مشيرًا إلى امتلاكها معدات قتالية متقدمة تشمل طائرات مقاتلة، غواصات، وسفن حربية.
التصريحات الإسرائيلية والتوترات الدبلوماسية
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، تساءل علنًا عن أسباب الإنفاق العسكري المصري الضخم، معتبرًا أن ذلك "يستوجب القلق". كما أكد السفير الإسرائيلي الجديد لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، أن هناك "قواعد عسكرية يتم إنشاؤها لأغراض هجومية"، في إشارة إلى خروقات مزعومة لاتفاقية السلام.
إلا أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يبدون أكثر هدوءًا، حيث صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي سابق بأن "القلق مبالغ فيه"، وأن التحركات المصرية في سيناء تمت بموافقة إسرائيل نظرًا للعمليات ضد تنظيم داعش.
سوريا: حكومة جديدة برعاية تركية؟
التطورات في سوريا تُعزز المخاوف الإسرائيلية، حيث تنظر تل أبيب إلى الحكومة السورية الانتقالية، بقيادة أحمد الشرع، على أنها "واجهة للمنظمات الجهادية". وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وصف الشرع بأنه "إرهابي جهادي من مدرسة القاعدة"، معتبراً أن حكومته تمثل "شرًا محضًا".
يُنظر إلى الدعم التركي للشرع باعتباره عاملًا مقلقًا، إذ تسعى أنقرة لتعزيز نفوذها الإقليمي على حساب إسرائيل. مصدر دبلوماسي إسرائيلي أكد أن أردوغان يدعم الشرع بشكل واضح، مما قد يؤدي إلى تشكيل "دولة جهادية على أعتاب إسرائيل، تابعة لتركيا وليس لإيران".
الرد الإسرائيلي: عمليات استباقية
ردًا على هذه التهديدات المحتملة، تكثف إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع في سوريا، مستهدفة مستودعات أسلحة ومنظومات رادار. يوم الثلاثاء الماضي، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربات جوية ضد أهداف عسكرية في جنوب سوريا، في محاولة لمنع أي تهديد مستقبلي.
الخاتمة: تهديد حقيقي أم مناورة سياسية؟
رغم تصاعد الحديث عن "محور مقاومة سني"، إلا أن أغلب الخبراء يرون أن هذا السيناريو غير مرجح، نظرًا لعدم وجود نية معلنة لدى تركيا أو مصر لخوض مواجهة مع إسرائيل. ومع ذلك، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإبراز تهديد جديد بعد فشلها في منع هجوم حماس في أكتوبر 2023. يبقى السؤال: هل ستتمكن تل أبيب من تحويل هذه المخاوف إلى تهديد ملموس، أم أن الأمر مجرد تكهنات سياسية؟
تعليقات
إرسال تعليق